Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Recherche

18 janvier 2009 7 18 /01 /janvier /2009 14:20
http://www.lib.utexas.edu/maps/middle_east_and_asia/gaza_strip_may_2005.jpg


غـزة وأسئلة طفلي الحرجـة !
د. خــالد الطــراولي
ktraouli@yahoo.fr

عمره لا يتجاوز التاسعة كان يلعب كما يلعب أطفال الدنيا، ويضحك تارة ويبتسم كما يبتسم كل الأطفال، لا يحمل بعد في جعابه الصغيرة هموما ولا مسؤولية سوى البراءة والطفولة...التفت إلي وقال.. لماذا يقتلون الأطفال يا أبي؟
كنت منشغلا بصور غزة وآلام غزة ومجزرة غزة...انتبهت إليه وقلت له لأنهم لا يريدون لهم أن يكبروا يا صغيري، لا يريدون لهم أن يبتسموا..
قال مستغربا: ولماذا لا يريدون لهم أن يكبروا يا أبي؟
قلت : لأن الأطفال هناك يا بني مخزون للذكرى، ولا يريد أعدائهم لهذه الذكرى أن تبقى..إنهم يحملون رسالة ومشعلا...مشعل تسلموه من آبائهم بأن هذه الأرض أرضهم...ورسالة أنهم أصحاب حق...
قال: ولماذا يقتلون الأمهات؟
قلت: حتى لا يلدون أطفالا يحبون أوطانهم ويعشقونها ويكونون دعة سلام...
قال: فلماذا يدمرون المدارس؟
قلت: حتى لا يتعلم الأطفال، فالطباشير أقوى من الخراطيش والسبورة أكبر من البندقية.
قال: فلماذا يقصفون المساجد؟
قلت: حتى لا يستمعون إلى آذان السلام والحب والوئام.
قال: وهل الأرض أرض أهل غزة يا أبي؟
قلت: نعم يابني، سكنها أجدادهم منذ آلاف السنين ويريدون اليوم أن يسكنوها مطمئنين!
قال ببراءة خالصة: أراك تحبهم يا أبي!
قلت: نعم يا ولدي فهم أهلنا وبني جلدتنا تجمعنا بهم أواصر القربى، فمنهم أخوالنا وأعمامنا، ومنهم أجدادنا وأحفادنا!
قال متعجبا : لم تحدثني سابقا عن أن لي قرابة يسكنون هناك وإلا فلماذا لم نزرهم؟
قلت: عذرا يا بني قد نسيت، وسنزورهم يوما ليس ببعيد رغم بعد المسافة.
قال: وكيف أعين أبناء عمي وأبناء خالي؟
قلت: أما أنت فبالدعاء لهم حتى يعينهم الله في مأساتهم ويفرج كروبهم، فإنك بريء والله يحبك...
قال: لقد دعوت كثيرا ولم يجبني فأين النصر؟
قلت: لقد وقع النصر يابني...الصبر نصر والثبات نصر وعدم الاستسلام نصر، ألا ترى أن الله استجاب لدعائك فصبرهم وفضح للعالم كله من الضحية ومن الجلاد، فعرف العالم كله أن هناك في هذه الأرض الطيبة وحوشا يحاربون البراءة وبراءة صامدة في وجه البرابرة الجدد...
قال: أحب فلسطين يا أبي!
قلت: وأنا أحبها يا ولدي فهي قطعة مني ومنك فلا تنساها ما حييت
قال: أحبك يا أبي
قلت وقد ضممته إلى صدري، وخيال أطفال غزة لم يفارقني: وأنا أحبك يا بني فأنت صغيري وفلذة كبدي ونعمة الله عليّ.
17 جانفي 2009
المصدر: موقع اللقاء الاصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
Partager cet article
Repost0

commentaires

Articles RÉCents

Liens