Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Recherche

4 janvier 2008 5 04 /01 /janvier /2008 00:01

http://pitou.blog.lemonde.fr/files/2006/11/torture.jpg

صـــورة تتهــم!!!

 

د.خــالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

 

هجمت اليشاعة على كل الصورة، وهيمنت الفضاعة على أرجائها، وبقي المشهد عاريا عابسا ليس فيه سوى جسد نحيف ملقى على سرير المرض، ولسان رطب يلهج بالتسبيح والحمد، وعينين تنظران إلى السماء تشكيان إلى الله ظلم العباد... إيمان يغمر الأرجاء وإحساس غريب ينتابك وأنت بعيد عن المشهد بعيد عن الصورة بعيد حتى عن ظلها، إحساس بأنك تدخل إطارا ربانيا خالصا وبيتا من بيوت الصالحين...  صورة حزينة، مظلمة، ثابتة، لا يمزق سكونها إلا قبسات من نور تنبعث من وجه مشرق محبوب رغم شدة المرض، قبسات لا يكاد يراها إلا من أتى الله بقلب سليم... 

تلك هي الانطباعات التي لا تكاد تحملها وأنت تتابع صورة الأخ العزيز أحمد البوعزيزي وهو على فراش المرض... سنوات عديدة من سجن فضيع يشيب له الولدان، أمراض ومعاملات وتعذيب نفسي وجسدي وتشكيات وسوء تغذية وسوء منزل وزنزانات متعفنة وهواء سقم وموت... ثم خروج بالأمراض القاتلة والعاهات المزمنة، خروج نصف أحياء من القبور، ليتواصل مسلسل التلاشي والعذاب، صيحات وآهات ودموع ساكنة في ليال حمراء حيث يختلي المرض بالأجساد المنهكة فيأخذها قطعة قطعة...

أخي الذي لم ينلني شرف قربه، خرج من سجنه منهكا تعبا يحمل بين جنبيه مرض السرطان، شفاه الله وعافاكم وعافانا منه، ورغم شدة المرض والتدهور السريع لحالته حيث امتد هذا المرض الخبيث إلى الكبد والأمعاء، بقيت الشهامة في ذروتها والعزة في قمتها وصبر على البلاء كبير، ورباطة جأش لا يحملها إلا من كان صادقا مؤمنا خالصا بقضاء الله وقدره...

كم أتمنى أن تصلك هذه الكلمات وأن تقرأها لا لتزيدك إيمانا وصبرا فأنت لا تحتاج لذلك، فصبرك جميل، ولكن حتى تعلم أنك لست وحيدا في بيتك، لست وحيدا في بلاءك، فهناك من وراء البحار إخوة لك، لا يضاهونك سنا ومنزلة ودرجة،  لكنهم يعيشون كل لحظات عذابك، يصبحون على ذكرك ويمسون على ذلك رغم مشاغل الأهل والشغل والحياة ويدعون الله لك بالشفاء، وأملي في الله كبير أن يحفظك لنا ولأهلك وللوطن العزيز... فليس هناك مصير محتوم، وليس هناك مرض نهائي!

معذرة على أني لا أستطيع غير الكتابة إلى حين، رغم أن الكتابة مسؤولية، والكلمة فعل ولو كان على أسطر صماء، ورغم ضيق الوقت والكلمات غير المرتبة أحيانا... معذرة أني لا أستطيع زيارتك إلى حين، فالأبواب مغلقة وباب الله مفتوح، معذرة أني لا أستطيع تقبيل جبينك، فقد ارتفعت إلى عنان السماء...تعم لست إلى جانبك، نعم إني أغادر الصورة بكل حياء ولكنك لن تغادر يومي وليلي، وثقتي في الله أننا سنلتقي...

"أرجو أن أكون آخر ضحايا الظلم...والإهمال" كلمات أخينا أحمد البوعزيزي لن تمحى أبدا من كتاب التاريخ، كلمات تبرز تلاشي الذات أمام الجماعة، تظهر نهاية الأنا من أجل الصالح العام، كلمات سوف تؤرق العديد من أبناء هذا الوطن الممزّق يوما ليس ببعيد، حين يعقلون مكانة ومقام ووطنية هؤلاء السابقين...

"أرجو أن أكون آخر ضحايا الظلم... والإهمال" كلمات تلحق بسابقاتها على منابر من نور، قالها قبل ذلك سعيد بن جبير وهو يغادر عالمنا شهيدا لينتقل إلى خيمة الشهداء عند مليك مقتدر : اللهم لا تسلط الحجاج على أحد من بعدي. وكان له ما أراد!!!

ملاحظــة :

هذه كلمات خارج المقال، دعوة صادقة إلى كل من قرأ هذه الأسطر أن يتوجه إلى الله خالصا صادقا وبقلب سليم، في الهزيع الأخير من الليل بركعتين، يجعلهما لأخينا المبتلى، فألحّوا في الدعاء، عسى أن يكون من بيننا من مقامه عند الله رفيع، والله على كل شيء قدير.

المصدر :  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
www.liqaa.net
***************

فتــاة المدونـــة [2]

أو

الخير في أمتي إلى قيام الساعة *

د. خــالد الطـراولي

ktraouli@yahoo.fr

كتبت منذ أيام خلت عن هذه الفتاة الصغيرة ومدونتها الكبيرة وعما رسمته عبر مبادرتها من خطوط وتوجهات ومؤشرات اعتبرناها تمثل رسائل صحة وسلامة لظاهرة الصحوة في تونس [1]، أعود مجددا إلى هذه القصة الجميلة ودون الإطالة للإشارة إلى الآثار التي تركها المقال حيث وقعت إعادة نشره في بعض المواقع العربية وما يثلج الصدر هي الردود التي تبعته على نفس هذه المواقع أو من خلال بريدي الكتروني، وهي إن دلت على شيء فهي دليل تعبيرات على الخير الذي تجتمع عليه هذه الأمة وأن الخير في أرجائها قائم أطراف الليل والنهار إلى قيام الساعة...

إن الحال الذي تمر به الأمة يعتبر أصعب مما شهده تاريخها وحاضرها، ولن يختلف اثنان أن التحديات التي تعترض طريقها أصبحت واضحة للعيان رغم كثرة التضاريس والمطبات والحواجز وهشاشة البنيان، ولن نبالغ إذا رأينا الحال التي عليها أوطاننا من فقر وتخلف وتبعية للجيران، ولكن رغم هذا السواد الذي يعصف بكل الصورة تظهر في الأفق نسائم الفجر وينبعث داع الوقوف والمبادرة والبناء، وأول أعمدة البناء والاستثمار يرتكز في هذه الأجيال التي ينطلق منها النهوض عبر تشكل عقلية المبادرة والفعل الحضاري، ومن أركان هذه البيوت الصغيرة تصقل الأيدي الملائكية وينبعث الهواء نقيا معافى...

إن فتاة المدونة أو فتاة الإسلام كما عنونت مدونتها، نموذج لهذا الجيل الذي يتطلع إلى الفلاح، وأن أبا الفتاة يخط ولا شك طريقا صائبا في الجمع بين النجاح في الدنيا والآخرة وأن هذه مطية لتلك بالعمل الصالح المصلح من أجل النفع العام... لن أطيل غير أني أريد أن أستسمح الكثيرين الذي طالبوني بعنوان المدونة التي سقطت سهوا في المقال الأول، والتي أسجّلها في آخر المقال، أن أطلب منهم بكل لطف أن نكون عمليين، فثغور البناء كثيرة سواء كانت خطابا أو كلاما أو موقفا أو ممارسة، ومن هذا الباب يأتي هذا الاقتراح البسيط : ليجعل كل واحد منكم وأنتم كثير والحمد لله، مدوّنة لأبنائه يتناوبون عليها ويذكرون فيها أعمالهم اليومية وما جمعوا في أطرافها من أفعال خير ونفع لهم وللبيت وللجيران وللمجتمع وللوطن وللأمة وللإنسان، ولنجعل هدية رأس السنة القادمة فرصة لهذا الخير...

قبل أن أختم هذا اللقاء وأنسحب على أطراف الأصابع حتى أترككم لوحدكم مع ضمائركم ومع هذه البنت ومدونتها أدلو لكم بهذه العينة من ردود القراء  والتي أردتكم أن تشاركوني خيرها والأمل الذي ينبثق من أطرافها والتفاؤل الذي ينساب رقراقا من ثنايا السطور وعبق الكلمات : 

"..إن مثل هذه الابنة الغالية نعتبرها مثلا لكل داعية تحمل الرسالة وتبلغها لجيلها وللأجيال الأخرى في الحاضر والمستقبل أسال الله أن يحفظها بحفظه وأن يكلأها برعايته وعنايته.. ومن هذا المنبر أناشد الرئيس علي زين العابدين تبني هذه النماذج الصالحة وإتاحة الفرصة لكل ما هو إسلامي لنصرة دين الله فهذا هو الذي سيرحمه الله بهم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطان . وكلكم راع ومسئول عن رعيتة . [حسن محمد مكاوي]"

"إلي جميع الإخوة والأحباب في تونس الخضراء هنيئا لكم بفتاة المدونة أدعو الله لها أن يكرمها ويعزها بختم القرآن ,أن يرزق تونس بالآلاف من مثيلاتها عل النهضة تبدأ من تونس الشقيقة [محمد]"

"بارك الله في ابنتنا الحبيبة وأسال الله أن يثبتها وينفع بها الإسلام وأسأل الله أن نكون رفقاء في الجنة وأن تدعو لي بحسن الخاتمة [مهندس ممدوح محمد حموده]"

"عزيزى دكتور خالد شكرا لك أن دللتنا على ابنتنا هذه التي تحمل بشائر الأمل فسنوات عمرها القليلة والتي نرجو أن يكون جميع بناتنا وأولادنا على مثل ما هي عليه فهذا هو الجيل الذي نريد أن نربيه ليأتي لنا بالنصر و اللهم استعملنا معهم ولا تستبدلنا . نعم يا أخى فمن شبابنا وبناتنا من يحملون في صدورهم وعقولهم قيم قد لا يحملها الكبار منهم من أدرك بفطرته أو لم يدرك ما يحاك لشباب هذه الأمة فقاوم كل فكر تافه ومنحل ليكون عدة هذه الأمة بإذن الله [عاصم محمد زكي]"

"...ويزداد إعجابي بتلك الفتاة أكثر لأنها تونسية [دكتور / عبد العزيز أبو مندور]"

"نعم أنا في فرحة غامرة بهذه الفتاة..."

".. واجب عليك أن تبقى هذه الرسالة إلى الأبد على موقع اللقاء وأسأل الله أن يقيض لهؤلاء الأبناء معلما ورفقة صالحة أو أقرباء يهدونهم سواء السبيل [سيدة عراقية]

عنوان المدونة مع الاعتذار الشديد على التأخير :

http ://fatatislam.maktoobblog.com

 

هــوامش :

[1] خالد الطراولي "فتاة المدونة أو بشائر الصحوة في تونس" مواقع تونسية وعربية، انظر موقع اللقـــاء www.liqaa.net

* رغم ضعف هذا الحديث حيث ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في الضعاف، لكن المعنى تقويه أحاديث أخرى منها "أمتي كالمطر لا يدري الخير في أوله أم في آخره" [أحمد] أو حديث "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" [مسلم والبخاري].

4 جانفي 2008/ 26 ذو الحجة 1428

المصدر : مراسلة موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

Partager cet article
Repost0

commentaires

Articles RÉCents

Liens